"روبرت مكاتي القنصل الأمريكي العام، القدس- فلسطين"
مع نهاية الانتداب البريطاني على فلسطين، كان في البلاد أكثر من ٢٥ قنصلية عربية وأوروبية ولم تكن هنالك أي سفارة، بل قنصليات تقوم بتسيير شؤون رعاياها، وبالعودة الى تاريخ الدبلوماسية الامريكية بفلسطين، فقد افتتحت أول قنصلية أمريكية عام ١٨٤٤ في فترة الحكم العثماني،
وكان موقعها داخل أسوار البلدة القديمة وتحديداً عن باب الخليل (أصبح المبنى اليوم مركزاً سويدياً للدراسات)، بقيت القنصلية في ذلك المكان حتى نهاية القرن التاسع عشر وانتقلت بعدها الى شارع الأنبياء وسط المدينة حيث لم تبقَ هناك طويلاً وانتقلت عام ١٩١٢ الى شارع مأمن الله، مقابل المقبرة الاسلامية حيث موقعها الحالي (اسم الشارع الان جيرشون اجرون).
في هذه القنصلية بالقدس، وبعد قرار تقسيم فلسطين عام ١٩٤٧، شعر طاقم القنصلية بالخطر على أنفسهم وذلك لأنهم رأوا أن العرب يحمّلون الولايات المتحدة مسؤولية تمرير قرار تقسيم فلسطين بين العرب واليهود في الجمعية العامة التابعة لهيئة الأمم المتحدة بعد أن ضغطت أميركا على الدول الحليفة بها لتضمن الحصول على الأغلبية، فطلبوا تعزيزات أمنية كما أن القنصل روبرت مكاتي أرسل برقية لبلده الأم يخبر فيها الرئيس هاري ترومان أن طاقم القنصلية بدأ بتخزين الطعام والوقود تحسباً للأيام العصيبة القادمة كما أنه اشتكى من رجال الشرطة الفلسطينية العرب وقال أنهم منحازون لأبناء جلدتهم!
كانت برقيات القنصل الامريكي العام في القدس الى الرئيس هاري ترومان منحازة بشكل واضح للطرف اليهودي وكان بالكاد يذكر الضحايا العرب ولم يكن ذلك غريباً فالرئيس ترومان كان من أكبر المؤيدين للحركة الصهيونية وتكريماً له أقيمت مستعمرة على أراضي جنداس في بيت نبالا المهجّرة قضاء الرملة أُطلق عليها اسم "كفار ترومان" فهذا الرئيس الامريكي اعترف "بإسرائيل" بعد إعلان وثيقة استقلالها ب ١١ دقيقة فقط !
- وثيقة صادرة من القنصلية الامريكية بالقدس قبل النكبة، الارشيف الاسرائيلي.