يُرصد ريّعها لمناضلي الجزائر ..
قبل ٦٦ عامًا حلّ فريق الاتحاد الجزائري ضيفًا عزيزًا على أهالي مدينة القدس خلال فترة الحكم الأردني للمدينة.
خاض مباراةً ودّية مع فريق نادي الموظفين المقدسي على ملعب مدرسة المطران في أجواءٍ تضامنية مع الفريق
الجزائري الذي كان يعاني من ويلات الاستعمار الفرنسي خلال ثورة التحرير الجزائرية (١٩٥٤-١٩٦٢).
جاءت هذه المباراة تحديدًا بعد شهرين من حادثة فظيعة نفذتها الطائرات الفرنسية على منطقة ساقية سيدي يوسف،
وهي قرية حدودية بين تونس والجزائر وتتبع للتراب التونسي، لجأ إليها مئات النازحين الجزائريين هربًا من أهوال التنكيل الفرنسي
على الأطراف الشمالية لبلدهم، فأراد الاستعمار الفرنسي أن يعاقب التونسيين لدعمهم الثورة الجزائرية، فكانت قرية "ساقية سيدي يوسف" هي الهدف.
أغارت ٢٥ طائرة فرنسية على القرية وكان التوجّه واضحًا، إيقاع أكبر عدد من الضحايا المدنيين وتدمير القرية.
وهُنا تأتي عقلية المُستعمر الوحشية، اختاروا أن يغيروا على القرية في اليوم الأسبوعي التي تأتي به المساعدات من شاحنات الصليب الأحمر الدولي
والهلال الأحمر التونسي. قُصفت الشاحنات من الجو وحولها عشرات المدنيين المجتمعين حولها طلبًا للإغاثة.
خلّفت المجزرة عشرات الضحايا من جزائريين وتونسيين وحلّ دمار هائل في القرية.
وعلى إثرها طُرد القناصل الفرنسيون من تونس وصدرت إدانات عالمية لفرنسا كما خرجت العديد من المظاهرات المنددة
في الأقطار العربية وكانت تلك المباراة في القدس عام ١٩٥٨ أحد أشكال التضامن والدعم من الشعب الفلسطيني للثورة الجزائرية.