في كانون الثاني عام 1948، كان المقدسيون وبعض زوار المدينة يتسوقون من بسطات وعربات الباعة في منطقة باب الخليل، آخرون كانوا يقفون عند محطة الباص ينتظرون العودة الى أماكن سكناهم عصراً..
في هذه الأثناء انطلقت مجموعة من عصابة الارغون الى مقر شركة فورد في شارع بتسليل وسرقوا سيارة مصفحة من الكراج تشبه تماماً السيارات التي كان يستخدمها البوليس الفلسطيني التابع لسلطات الانتداب البريطاني،
كما انهم ارتدوا قبعات عسكرية وضعوا على كل واحدة منها قطعة نقدية من فئة "قرش فلسطيني" عند منطقة الجبين كي تظهر كشعار الشرطة وتبدو القبعة رسمية!
تسللت السيارة المصفحة الى منطقة باب الخليل من جهة شارع بيت لحم، تجاوزت بعض التحصينات ووصلت الى الهدف.
خرج احد أفراد العصابة وألقى بقنبلة كبيرة ليقتل ١٤ شخصاً على الفور وأثناء استعدادهم لإلقاء باقي القنابل تصدى لهم الحرس الوطني فلاذوا بالفرار وبدأت المطاردة، وهنا سُجّلت بطولة لفتىً مقدسي لم يتجاوز عمره ١٤ ربيعاً،
اعترض هذا الفتى السيارة المصفحة في أول شارع مأمن الله أثناء فرارها وألقى عليها قنبلة يدوية أصابتها مباشرةً فقُتل السائق (نسيم بن حاييم) على الفور ليخرج بعدها باقي أفراد العصابة فبدؤوا بالركض باتجاه منطقة الأغلبية اليهودية القريبة وسط اشتباكات مع الحرس الوطني والجيش العربي الى أن تمكن العرب من قتل اثنين منهم،
شمعون وأفرايم ليفي "صورة أحدهما مقتولاً في مقبرة مأمن الله في التعليق الأول" فيما فرّ الباقون.
ارتفع عدد الشهداء الى ٢٠ شهيداً بينما جرح عدد هائل كانوا موزعين من مناطق مختلفة، من القدس، الخليل، المالحة، نابلس، الكرك، السواحرة، البيرة، صوبا، بالاضافة لبعض الأرمن من سكان المدينة.
اسماء الشهداء: عيسى أبو الحلاوة- اسحق قليبو- أحمد البزلميط - ماري مجج - صالح دعنا - عبدالرازق الكرد - هايك جاكنيان - عوض محمد عوض- صبحي بركات - عيسى توميان - حسن بدر - احمد حمودة -حسن البطروخ - محمد الخرسة - عبد جابر- كامل الشاويش - يوسف الصوص - حنة سمعان عبدو - سعد الدين أبو غربية.
ميدان عمر بن الخطاب في منطقة باب الخليل قبل أكثر من قرن وصورة حديثة للمكان #كنا_وما_زلنا .
المصادر: صحيفة الدفاع وصحيفة فلسطين